خواجه ربيع
اشارة:
هو محمّدبن محمّدبن الحسن الطوسي المكنّي بأبي جعفر، والملقب بنصيرالدّين، والمشهور بالمحقّق الطوسي أو (الخواجه) الطوسي. ولقّب: أُستاذ البشر، والعقل الحادي عشر، والمعلّم
الثالث، أيضاً. كان ميلاده بطوس متزامناً مع بزوغ الشمس، وذلك في يوم السبت الحاديعشر من جمادي الأولي§- جاء في كتاب مطلع الشمس أنّ ميلاد الطوسي كان في يوم الثلاثاء الخامس عشر من جماديالأولي، وهذا غير صحيح قطعاً. وكذلك جاء نفس التاريخ في كتاب محبوب القلوب. § سنة (597) ه ، المصادف في شباط سنة (1201) م.
ولاخلاف في اسمه، ولقبه، وكنيته، واسم أبيه، إذ تظافر النقل علي أنّ إسمه: محمّد، واسم أبيه: محمّد أيضاً، واسم جدّه: حسن. واذا ما سمّاه بعض المؤرّخين: محمّدبن الحسن، فذلك
لاجَرَمَ سهو، إذ أُسقط اسم أبيه، و نسب إلي جدّه تساهلاً. وهو نفسه يذكر في كثير من
مؤلّفاته أنّ اسمه: محمّدبن محمّد.§ الملحوظ في جميع المصادر الّتي ضمّت ترجمة للطوسي أنّ اسم جدّه الثاني لم يذكر، و إنّما ذكر اسمه الثلاثي فحسب محمّدبن محمّدبن الحسن. غير أنّ صدرالدّين ابراهيم حمويه الجويني الّذي تطرّق إلي الطوسي في مواضع عديدة من كتابه فرائد السمطين ذكر جدّه الثاني في موضع واحد، فقال: محمّدبن محمّدبن الحسن بن أبيبكر (فرائدالسمطين مخطوطة المكتبة المركزيّة للجامعة). وثمّة موضع آخر ذكر فيه جدّه الثاني، وهو نسخة من كتاب الَمجَسطي المضبوط في المكتبة الوطنيّة ببرلين، إذ جاء في مقدّمة هذه النسخة كما في وصفها الوارد في فهرس المخطوطات، أنّ إسمه: محمّدبن محمّدبن الحسن بن أبيبكر الطوسي، وجدّه الثاني: أبوبكر كما يلحظ من اسمه. ولكن لم يأت اسم أبي بكر في النسخ الاخري من هذا الكتاب، البالغة أكثر من عشر نسخ. (ينظر: فهرس المخطوطات، برلين، 5/142، رقم 5655). §
ص: 11
↨
ولاخلاف أيضاً في مولده ونشأته، إذ أ نّ المؤرّخين عامّة ذكروا أ نّهما كانا في طوس. و هو نفسه ذكر في مؤلّفاته جميعها أ نّه طوسيّ، كما نقل في مقدّمة الزيج الإيلخاني قوله: «أنا العبد الأحقر نصير من طوس». ومع ذلك فانّ عدداً من المؤرّخين، ومنهم: حمداللّه مستوفي في
تاريخه، نقلوا أ نّه ينحدر من مدينة ساوه، وأنّ أجداده نزحوا إلي طوس وسكنوا فيها، فولد
هناك فاشتهر بالطوسيّ.§ إنّ ما قاله العالم المعاصر الدكتور يحيي الخشاب في مقدّمة كتاب آداب المتعلّمين للطوسي انّ «الطوسي ولد في جهرود التابعة لمدينة قم» سهو. فالمؤرّخون الّذين ترجموا الطوسيّ ذكروا جميعهم أنّ ولادته كانت في طوس، وقالوا: إنّه ينحدر من جهرود. أُنظر: مجلّة معهد المخطوطات العربيّة، المجلّد الثالث، الجزء الثاني، ص267.§
كان والده محمّدبن الحسن من فقهاء الإماميّة ومحدّثيهم في طوس. فنشأ المترجَم له في حجره، وهو ينعم بتربية ذلك الوالد العالم.
بدأ الطوسي بتعلّم القرآن الكريم منذ نعومة أظفاره. ثمّ شرع في العربية نحوها وصرفها
وإشتقاقاتها ومفرداتها. وبعد ذلك قرأ الأحاديث النبويّة والأخبار وآثار علماء الدّين.
وإنبري إلي دراسة الفقه والأصول علي أبيه، وأخذ عنه الحديث. وقال بعض المؤرّخين: إنّه
تعلّم مقدّمات المنطق والحكمة عند خاله، فاطّلع علي حقائق العلوم الطبيعيّة والالهيّة.
وفي غضون تلك الفترة درس العلوم الرياضيّة كالحساب، والهندسة، والجبر، والموسيقي بدقّة تامّة. ثمّ غادر طوس مسقط رأسه تلقاء نيسابور وهو في عنفوان شبابه لإكمال دراسته.
وكانت مدينة نيسابور يومئذٍ، وهي إحدي المدن الأربع الكبري في خراسان، وعاصمة الطاهريّين وغيرهم من الملوك، من المراكز العلميّة المهمّة في حواضر العالم الاسلامي عددَ قرون. وعلي الرغم من الدمار الكبير الّذي لحقها بسبب هجوم قبيلة الغُزّ أو الاوغوز،
وماتبعه من هدم المدارس والمساجد، ونهب المكتبات المهمّة الّتي شبّ الحريق في قسم منها، وقتل كثير من العلماء أو نزوحهم عن أوطانهم، إلاّ أ نّها لم تفقد مكانتها العلميّة حتّي هجوم المغول، بل ظلّت مجمعاً للعلماء، والفقهاء، ورواة الحديث، والحكماء، والأطبّاء.
أقام الطوسيّ في هذه المدينة برهة، فأفاد من علمائها، واغترف من فيض فضائلهم حتّي
ص: 12
↨
أصبح يشار إليه بالبنان في شتّي العلوم، وبزّ أقرانه فيها.
هذا الكتاب ...:
مشخصات كتاب؛ اشاره؛ مقدّمة المؤلّف؛ الخواجه نصيرالدّين الطّوسي؛ مرصد مراغة؛ وزارة الخواجه؛ مذهب الخواجه؛ الآراء الفلسفيّة والكلاميّة للخواجه؛ معاصرو الخواجه؛ شيوخ الخواجه؛ زملاء الخواجه و مساعدوه في مرصد مراغة؛ تلاميذ الخواجه؛ عددٌ آخر من معاصري الخواجه؛ آثار الخواجه؛ أشعار الخواجه
COM_DBOOK_LISTING_DETAILS
- دیجیتالی
- 1
- 16658
- NA5987 /م5 ح5 1383
- 720/955822
- م 81-36390
- رایگان
- 9789644446443
- 1